ستوديو ناصيبيان.. مكان له تاريخ خاص يملك جزءا من الثقافة السينمائية المصرية

اشتعلت النيران ليلة أمس في مسرح جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة» بمنطقة وسط البلد، وأدى الحريق إلى فقدان المسرح بأكمله، وقد تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل المبنى، وانتقل رجال قوات الحماية المدنية، وتم الدفع بـ4 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق، ولم يسفر الحادث عن أي إصابات.

اشتعلت النيران ليلة أمس في مسرح جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة» بمنطقة وسط البلد، وأدى الحريق إلى فقدان المسرح بأكمله، وقد تلقت غرفة عمليات النجدة بلاغا يفيد بنشوب حريق داخل المبنى، وانتقل رجال قوات الحماية المدنية، وتم الدفع بـ4 سيارات إطفاء للسيطرة على الحريق، ولم يسفر الحادث عن أي إصابات. قال الكاتب هشام أصلان، مدير صالون الجزويت الثقافي، إن النيران أتت على المسرح بالكامل، مضيفا أن سبب الحريق غير واضح حتى الآن، وأشار إلى أن جميع العاملين كانوا في عطلة وإجازة. فيما قال الكاتب والصحفي سامح سامي، مدير جمعية النهضة العلمية والثقافية «جزويت القاهرة»: "الجميع بخير، مسرح ستوديو ناصيبيان العظيم سيظل عظيما، وقريبا سيعود بكامل نشاطه وحيويته ودوره المهم". وأضاف سامي، عبر منشور على صفحته: "الحمد لله على كل شيء، أثق تماما أنه بعد الضيق فرج كبير". بدأت جمعية النهضة العلمية والثقافية بالفجالة (المركز الثقافي لجزويت القاهرة) سنة 1998 على يد الآباء والأخوة اليسوعيين "الجزويت"، وعدد من المصريين المهتمين بالقضايا الفنية والثقافية، لتوفير مساحة للإبداع والابتكار والنظرة النقدية، وتعمل من خلال الشغل الجماعى التطوعي والقائم على الابتكار الحر، بحسب الموقع الرسمي للجزويت. يدير الجمعية عدد من العاملين في مجال الصحافة والإعلام في المجالات الثقافية والفنية، وينفذ فيها مجموعة من الأنشطة المختلفة، من خلال أكاديمية النهضة للفنون والآداب، وتضم الأكاديمية مدرسة السينما، ومدرسة المسرح الاجتماعي "ناس"، ومدرسة الرسوم المتحركة، ومدرسة العلوم الإنسانية، كما يوجد ورش حرة وندوات وحلقات نقاشية ثقافية متنوعة، ويعد مسرح ستوديو ناصيبيان جزءًا منها. يعد ستوديو ناصيبيان جزءا من الثقافة السينمائية المصرية، فهو مكان ذو تاريخ خاص، وهو ثانى أقدم ستديو سينمائى فى مصر بعد ستوديو مصر، أسسه المصور الفوتوغرافي الأرماني هرانت ناصيبيان، وساعدت عوامل مختلفة على وجوده في حقبة زمنية متقدمة من التاريخ السينمائي في مصر. أولا، كان ستوديو مصر هو حجر الأساس الكبير الذي تبعه موجة من بناء الاستوديوهات في مصر، وكما ورد في مجلة آفاق السينما في العدد الخاص ببدايات السينما المصرية، كان الوعي كبيراً لدى طلعت حرب من أن إقامة ستوديو سينمائي يتطلب خبرات تختص بها النشاط، لذا بادر بإرسال بعثاته إلى أوروبا من أجل اكتساب الخبرة أيضا زياراته هو شخصياً للخارج والإطلاع على أحدث المستحدات في مجال صناعة السينما، ووقع الاختيار على مكان بالقرب من منطقة الهرم، تم اختيار قطعة من الأرض الفضاء وصلت مساحتها إلى 67 فدانا، أي ما يزيد عن 60 ألف متر. وبعد ستوديو مصر تعددت الاستديوهات السينمائية باختلاف إمكانياتها وقدراتها الفنية وشهدت الفترة من منتصف الثلاثينيات وما بعدها مجموعة منها أقامها رجال أعمال شعروا بعد تجربة ستوديو مصر بأن إقامة ستوديو هو مشروع مربح، إلى جانب الانتماء والالتصاق بعالم النجوم، وكان هناك مجموعة أخرى أقامها بعض نجوم ونجمات تلك الفترة إيماناً منهم بتطوير أدواتهم الفنية للتأكيد على البقاء، وكان من ضمنها ستوديو ناصيبيان، وستوديو وهبي، وستوديو نحاس، ستوديو هليوبولس، ستوديو الأهرام. أما يرجع سعد الدين توفيق إنشاء هذه الاستديوهات بشكل مكثف إلى ظهور السينما الناطقة، حيث يقول في كتابه "قصة السينما في مصر"، إن إنشاء الاستوديوهات لم يكن مهما في عهد السينما الصامتة، أما بعد أن أصبح الحوار والمؤثرات والأغاني تسجل في الفيلم الناطق فقد أصبح من الضروري أن يتم التصوير داخل بلاتوهات مجهزة بآلات تسجيل الصوت، وكانت الاستوديوهات الأولى التي أنشئت في أيام السينما الصامتة هي ستوديو الشركة الإيطالية المصرية في الحضرة، ستوديو بيومي، ستوديو باكوس، وجميعها كان في الإسكندرية، وفي عام 1935، تم إنشاء ستوديو مصر، وبعده تعاقبت ستوديوهات ناصيبيان بالفجالة، وحدائق القبة، والأهرام، ونحاس.