لقاء الناقد والكاتب سمير غريب في صالون الجزويت الثقافي
قال الكاتب والناقد سمير غريب إن المؤسسات الثقافية خاصة ومصر بشكل عام تعيشان فى وضع صعب منذ 1967، وهذا الوضع لم يتُح لها فرصة بناء تقدم زمنى على أسس علمية.
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت له أمس الأربعاء بمركز الجزويت الثقافى، وأدارها الكاتب هشام آصلان احتفاءً بتجربته الإبداعية، وإصداره لكتابين جديدين عن هيئة الكتاب هما "خلود المحبة، وما الفن التشكيليين".
وأشار غريب إلى أنه من ضمن الأسس العلمية للتقدم وجود دولة المؤسسات، فنحن عندما نرد على من يهاجمنا نقول له بأننا دولة مؤسسات وفى الواقع لسنا كذلك. وأضاف بأن نكسة 67 كانت شبه قنبلة ذرية قاصمة للظهر. حاول السادات أن يغير الوضع ويتخلص من آثار النكسة عن طريق الحل الجزئى الذى عمله.
وتابع :" أنا لا أتحدث عن الوضع العسكرى أو السياسى بقدر ما أتحدث عن الوضع المجتمعى أو إقامة دولة حديثة. كما أنه من المعروف أن للتقدم شروطا إذا نفذناها صنعنا تقدماً. وهذه الشروط تؤخذ بأكملها كجملة واحدة لا تتجزأ".
تطرق "غريب" للحديث عن بداياته فى العمل الإعلامى وقال :" بعد تخرجى من كلية الإعلام بدأت العمل من جريدة صوت الجامعة ثم التحقت بجريدة الأخبار، وعند سفرى لباريس تعرفت على الصحفى نبيل الخورى وعملت بالقسم الثقافى بمجلة المستقبل".
وتحدث سمير غريب عن الانتقال للكتابة فى الفن التشكيلى وقال:" فى بداية عملى فى جريدة الأخبار عملت فى بريد القراء، حيث كنت أختار الخطابات وأقوم بتلخيص المهم منها لنشره، ثم انتقلت للعمل فى التحقيقات وتعرضت لرفع قضايا و التحقت بعد ذلك بالعمل كمندوب للأخبار بوزارة الثقافة وكان ضمن أنشطتها عملى بتغطية المعارض التى يقيمها قطاع الفنون التشكيلية وقصور الثقافة ومن هنا تعرفت على التشكيليين وعشت معهم تجاربهم الفنية وكتبت عنهم".
و يستطرد: "عندما سافرت إلى باريس وعملت فى جريدة المستقبل، وقمت بعمل دبلومة عن الفن والحضارة الفرنسية. تعلمت خلالها دراسة الفن بشكل أكاديمى، قرأت تاريخ الفن كله ومسحت متاحف باريس. فمن يعرف هذا البلد يعى أن الفن العالمى كله بها، حيث تضم أكبر عروض للفن التشكيلى والمتاحف".
"وأكد غريب على أن الفن التشكيلى فى مصر مظلوم من ناحية التعامل معه، يتم تصويره على أنه فن الصفوة وهذا خطأ أساسى ، كما أن وسائل الإعلام متهمة لأنها لا تسلط الضوء على هذا المجال، فالفن صورة بصرية والتليفزيون شاشة تعرض صورة بصرية أخرى، فمن المفترض أن تعرضه وتقدمه بأسلوب مفهوم وهذا لايحدث".
ويستكمل :"الأمر الآخر أن الدولة أيضاً متهمة لا تهتم بتدريس الفن بشكل جيد وليس هناك اهتمام بتخريج مدرسي الفنون التشكيلية وتأهيلهم، كان من المفترض أن تؤكد الدولة والإعلام على أن الفن التشكيلى أقرب الفنون الإنسانية.
صحيح أن الرسم على الجدران والجرافيتى ساهم فى فك الحصار ولكنه قليل".
و"فى سياق إدارته للقاء قال هشام أصلان: "نلحظ أن الأماكن التى توالى سمير غريب كانت ناجحة بإدارته لها، لقد أسس جهازى التنسيق الحضارى وصندوق التنمية الثقافية وخاض معارك كبيرة مع البيروقراطية المصرية فى هذا المجال، كما تطرق أصلان للحديث عن مسيرة غريب وإصداراته المتنوعة وكيف أن عمله الإدارى اقتنص من حصته الإبداعيه".
ورأى هشام أن كتاب خلود المحبة شكل من اشكال أدب السيرة الذاتية، كونه نوعا من المقالات يتحدث فيها غريب عما حدث معه مع هؤلاء الأشخاص".
"أما غريب فقال عن خلود المحبة أنه كتاب عن ناس أحببتهم وأماكن وكتب أحببتها، هو كتاب يجمع بين البشر والناس. نعيش فى طبيعة هى أساس الحياة، و كتاب خلود المحبة يحاول التعبير عن أفكارى عن البشر والأماكن".
وتابع : يضم الكتاب قصتين وقصيدتين شعريتين علماً بأننى لم أدع أنى قاص أو شاعر ولكنى قمت بنشرهما للاحتفاظ بهما فى كتاب".