"مقال ماجدة موريس "زمن ثقافة السينما لم ينته
كان من المدهش ان يعود الاهتمام بثقافة السينما من جديد من خلال جمعية النهضة العلمية والثقافية التى أقامت نادى سينما جديد هو «نادى سينما الچيزويت» بقلب القاهرة، الفجالة القريبة من ميدان رمسيس، وان يصدر هذا النادى مطبوعة مهمة هى «مجلة الفيلم» التى تعنى بثقافة السينما، وفن الصورة وفى هذا يكتب رئيس تحريرها سامح سامى محددا هويتها ان مجلة الفيلم تهدف الى أمرين، الاول يخص المشاركة فى الثقافة السينمائية وإتاحتها للقارئ العربى ورفع مستوى التذوق الفنى والنقدي، والثانى تقديم ما يفيد صناع السينما المصرية التى بالضرورة تسهم فى تلك الصناعة، التى تقف قبل المنحدر".. مقال الناقدة الكبيرة ماجدة موريس.
لم تكن مهمة الناقد ان يرى الفيلم ويكتب عنه فقط وانما ان يناقشه مع جمهوره فى كل المحافظات وليست القاهرة او الاسكندرية هكذا كان الوضع حين كانت قصور وبيوت الثقافة فى محافظات مصر تعمل بكامل كفاءتها، وتقدم لروادها فرصا لاستقبال مسرحيات العاصمة، وتقديم مسرحيات تخص ابناء، المحافظة، وتقديم أفلام للجميع، مع أفلام خاصة بنادى السينما يأتى النقاد من القاهرة لمناقشتها، وعلى الشاشة الصغيرة للتليفزيون المصري، كان برنامج نادى السينما وبرامج اخرى يقدمها نقاد ومتخصصون فى ثقافة هذا الفن يضيفون الكثير الى محبى الفن فى مصر، وفى هذا الوقت ايضًا، كان هناك ناد للسينما فى مدينة المنيا أقامته جمعية الچيزويت بالقاهرة لتقديم أفلام عالمية مهمة الى رواد النادى الشباب، ويحضر إليه النقاد لمناقشة الافلام مع جمهورها وبالطبع كانت النشرات والمطبوعات، وايضا المجلات السينمائية متاحة، اغلبها متواضع، ولكنه يفى بالغرض منها فى نشر ثقافة السينما وتحليل الافلام المصرية والعالمية، و مضت السنين، قبل ان يتغير الموقف تماما فى علاقتنا بالسينما، التى تحولت عند الكثيرين الى «مناظر» وليست رؤية تحليلية تتعمق فى محتوى الفيلم مع جمالياته، ولهذا كان من المدهش ان يعود الاهتمام بثقافة السينما من جديد من خلال جمعية النهضة العلمية والثقافية التى أقامت نادى سينما جديد هو «نادى سينما الچيزويت» بقلب القاهرة، الفجالة القريبة من ميدان رمسيس، وان يصدر هذا النادى مطبوعة مهمة هى «مجلة الفيلم» التى تعنى بثقافة السينما، وفن الصورة وفى هذا يكتب رئيس تحريرها سامح سامى محددا هويتها «ان مجلة الفيلم تهدف الى أمرين، الاول يخص المشاركة فى الثقافة السينمائية وإتاحتها للقارئ العربى ورفع مستوى التذوق الفنى والنقدي، والثانى تقديم ما يفيد صناع السينما المصرية التى بالضرورة تسهم فى تلك الصناعة، التى تقف قبل المنحدر»، ولتصدر أعداد المجلة الثمانية عشر معبرة عن انسجام فريد بين وجهات نظر اجيال متعددة من النقاد ومحبى السينما فى مصر، اغلبهم من الاجيال التى لم تعاصر تجربة الماضي، لكنها تحب السينما بكل تجلياتها، صدر من المجلة ثمانية عشر عددا فى خمس سنوات، كان آخرها العدد الصادر أخيرا عن «كمال الشيخ»، احد اهم مخرجى السينما المصرية فى تاريخها بمناسبة مرور مائة عام على مولده، وهو عدد تاريخي، نلمح فيه الى جانب قصته الفريدة وتحوله من مونتير مهم الى مخرج متميز كيف صنع تجربته مع افلام التشويق الإيقاعى والزمنى والنفسى
الهارب من ظله
فى العدد الذى سمى «كمال الشيخ الهارب من ظله» تبدو بوضوح أهمية جهد رئيس التحرير التنفيذى للمجلة- حسن شعراوي- فى التعاون مع فريق عمل يضم الى جانب النقاد الكبار مستشارى المجلة، والنقاد المخضرمون، الفريق الصاعد من النقاد والمحللين الذين يأخذون قضايا السينما ومبدعيها فى الإطار المعبر عن أهداف المجلة، لتقدم نوع من المسح الثقافى لتجارب وإبداعات مصرية وعالمية مهمة، وتحتاج إضاءة او تحليل، او تذكير، وهنا نرى مثلا فى هذا العدد علاقة كمال الشيخ المهمة بنجيب محفوظ وعلاقته الاستثنائية مع رأفت الميهى التى أثمرت افلام «غروب وشروق» و«شىء فى صدري» و«الهارب» و«على من نطلق الرصاص»، وماذا قال الجمهور، من أعمار مختلفة عن سينماه، وكل ما يخص علاقات العمل والابداع لهذا المخرج الكبير من الجدير بالذكر هنا ان المجلة ربما تكون الوحيدة التى أصدرت عددا بعنوان «الثورة والشعوب فى ذاكرة السينما» عن أفلام الثورة المصرية فى يناير ٢٠١١، وعدد عن الفوتوغرافيا فى مصر، وآخر بعنوان «الفوتوغرافيا كاميرا الحياة» وعدد خاص عن السينما والادب، وعدد عن السينما التسجيلية المصرية، وعن تعليم السينما وتجديد الذهن جاء احد أعدادها موجها نداءً مهما الى الجميع: متى تدخل السينما مناهج الجامعة ؟. وعدد خاص عن يوسف شاهين بعنوان «زيارة جديدة» وعدد خاص عن السينما المصرية بعنوان مثير للشجون والجدل هو«السينما المصرية وقفة قبل المنحدر» فى يونيو٢٠١٧.