السينما والأدب.. الخيانة هي الحل!
مع النجاح الكبير الذي حققه فيلم "هيبتا" في صالات العرض المصرية، ذهب منتج ليشترى كل الروايات التي حققت مبيعات عالية باحثا عن نجاح مماثل في شباك الإيرادات، لكن البائع أخبره أن منتجا آخر قد سبقه وأخذ النسخ الأخيرة من ثماني روايات هي الأعلى مبيعا في السوق.
الموقف السابق الذي انتشر كدعابة في الوسط الثقافي المصري في سياق السخرية من النجاح الكبير للفيلم، أكده المخرج أمير رمسيس بل أشار إلى المنتج صاحب الواقعة قائلا إنه معروف بأفلام العيد التي يهاجمها الجمهور والنقاد لسوقيتها.
مقال رمسيس الذي جاء ضمن ملف مهم عن العلاقة الملتبسة بين السينما والأدب في العدد الجديد من مجلة "الفيلم"، اعتبر أن السينما المصرية ربما تدخل "مرحلة" جديدة بعد "هيبتا" حيث إنه من المعروف عالميا أن هناك نوعاً من الأدب المكتوب وعينه على السينما كوسيط، مثل سلسلة دان بروان على سبيل المثال مع روبرت لانغدون التي تحولت ثلاث روايات منها إلى أفلام للسينما، وقال إن السينما المصرية لم تلتفت لمثل هذه النوعية إلا بعد النجاح الكبير الذي حققه "هيبتا" الرواية والفيلم.
يصدق رمسيس مقولة "من السهل أن تصنع فيلما رائعا من رواية متوسطة ولكن يصعب جدا أن تصنع فيلما جيدا من رواية رائعة" ويضرب المثل بفيلم "الحكاية التي لا تصدق لايرنديرا البريئة وجدتها القاسية" فرغم إن كاتب السيناريو هو نفسه صاحب القصة "ماركيز" إلا أن مخرج الفيلم برأي أمير لم يستطع محاكاة سحر عالم ماركيز وأجواء الواقعية السحرية التي اشتهر بها، معتبرا أن التزام المخرج بالنص كان بمثابة "اغتيال" للفيلم.