سامح سامي يكتب: الصورة.. وطبائع الاستبداد
افتتاحية مجلة الفيلم – مارس 2017
صورة ليست لقطة، هنا أو هناك، وليست المقولة المخلة ” اضحك الصورة تطلع حلوة”. الصورة فلسفة. وجهة نظر للحقيقة، وللحركة، وللزمن. الصورة إعادة تأليف للأحداث وللزمن داخل المكان. والصورة فن، وذلك رغم أن الفوتوغرافيا عند ظهورها، حسب تأكيد دراسة للمصور المغربي عادل أزماط، كانت مبحثا علميا صرفا، بعيدا جدا عن الفن، حيث إن المشتغلين بها كانوا علماء كيمياء أو أطباء يبحثون في مسألتي الضوء و العين، فيما كان الفلاسفة يبحثون في إمكانية توقيف أو تجميد “لحظة من الزمن “، وهو حلمهم القديم.
الصورة هي حركة؛ أي تنشد التغيير، أو تدل عليه، فلا تعرف الثابت أو المطلق؛ لذلك يخاف منها الاستبداد.
لكن – للأسف- هناك مفارقة غريبة، رغم طغيان عصر الصورة والتكنولوجيا الحديثة في توثيق الأحداث، صوتا وصورة، إلا أننا مثلا شهدنا حالة من التضارب، وإخفاء الحقيقة في أحداث ثورة 25 يناير العظيمة وما تلاها. لم نستطع حتى الآن التأكيد المطلق بتفاصيل حادثة مثل موقعة الجمل، أو حادث ماسبيرو، الذي كان قريبا من أدوات التوثيق من معدات وكاميرات ( مبنى التليفزيون الرسمي).. وهذه حالة مصرية فريدة.