حضور جماهيري كبير في لقاء داود عبد السيد بالصالون الثقافي

حضور جماهيري كبير في لقاء داود عبد السيد بالصالون الثقافي

قال المخرج الكبير داود عبد السيد إن عدم غزارة إنتاجه السينمائي يرجع لعدد من الأسباب، من أهمها صعوبة الإنتاج، وأن أفلامه التسعة هي ما استطاع تنفيذه من بين سبعة عشر سيناريو كتبهم بالفعل، موضحا أن بعض أعماله يأخذ سنوات في كتابته، مثل فيلم رسائل البحر الذي استغرق حوالي تسع سنوات منذ جاءته ثم كتابته وتنفيذه، مشيرا إلى أن ما نعيشه من لحظة مرتبكة على كل المستويات يصعب على الفنان عمله. وأضاف في لقائه بصالون الجزويت الثقافي، الذي استضافه مسرح ستوديو ناصيبيان وشهد حضورا جماهيريا كبيرا، أنه ليس ضد ما يسمى بالسينما التجارية، بل يعتبرها من مميزات السينما المصرية، ولكن من الضروري أن يحمل العمل قيما فنية على التوازي، منها هموم المواطن، وهو ما عبر عنه بالشك في أن من يستطيع شراء تذكرة سينما له ولأسرته في ظل ارتفاع الأسعار، هو بالضرورة شخص ليس لديه الهموم التي تطرحها نوعية أفلامه. وحول العلاقة بين الأدب والسينما، وهل يوجد خلاص لأزمة السيناريوهات في نقل الأعمال الروائية إلى الشاشة الفضية، أشار عبد السيد إلى أن الأعمال السينمائية التي تم نقلها عن روايات نجيب محفوظ مثلا لم تكن جيدة رغم عظمة ما قدمه محفوظ للأدب العربي، وبالتالي الاعتماد على الأعمال الأدبية ليس هو الحل المثالي لإنقاذ أحوال السينما. وحول مسألة تحويل الروايات إلى أعمال سينمائية، أيضًا، قال داود عبد السيد إن نقل الرواية إلى فيلم كما هي تماما هو سطو على الرواية وافتراس لها، موضحا أنه إذا كانت الرواية من وجهة نظر المخرج قدمت كل ما يمكن تقديمه من أسئلة وأفكار ولا تحتاج إلى تغيير يتطلب نقلها إلى الوسيط السينمائي فلا داعي إلى معالجتها سينمائيا، وأن المخرج عندما يعمل على رواية فالمفترض أن لديه ما يضيفه على ما قالته الرواية. وأضاف داود، في رد على بعض أسئلة الحضور، حول ما وصل إليه في بحثه عبر سنوات من العمل في الفن، أنه ليس باحثا اجتماعيا، ولكن بحثه هو بحث في الذات بالأساس، وبالتالي لا يستطيع قول إنه وصل إلى شيء لأن الوصول يعني نهاية المشوار.